كلمة
العدد
الخوف
من مارد
الإسلام ظلّ
يُقْلِق
أعداءَه منذ
اليوم الأوّل
من حين لآخر يَحْدُثُ أو يُحْدَثُ عن خُطَّة مُتَعَمَّدَة – وذلك هو الصحيح المطابق للواقع، الذي تُصَدِّقُه مَجْرَيَاتُ الأحداث والسلوكُ الغربيّ العامُّ الذي يَتَبَدَّىٰ في محاربة الغرب للإسلام والمسلمين ومظاهرِ عدائه لهما – ما يَسْتَغِلُّه الغربُ لاستهداف الإسلام والمسلمين، ولتحقيق مطامعه التوسّعيّه نحوهما، وإنجاز نواياه الإمبريالية في ديارهما. وقد تَصَدَّرَ تلك الأحداثَ في العصر الأخير حدثُ تفجير مبنى التجارة العالمية بـ«نيويورك» الذي قامت به الصهاينة الإرهابيون مُتَوَاطِئِين مع المُتَطَرِّفِين الصليبيين والذي اتَّخَذَه الغربُ بقيادة أمريكا حجةً لتدمير العالمين العربي والإسلامي تدميرًا شاملًا بعيدَ المدى لايزال وسيظلّ مستمرًا مالم يحقق الغربُ جميعَ ما خَطَّطَ تحقيقَه من ورائه – الحادث – ولَحِقَتْه أحداثٌ تَتَابَعَتْ وتَنَوَّعَتْ حُمِّلَتْ مسؤوليةَ بعضِها مُنَظّماتٌ إرهابيَّة أقامها الغرب الاستعماريّ الصهيوني الصليبي بدقة متناهية حتى لا يَكْتَنِهَهَا العالم العربي والإسلاميّ؛ حيثُ أَطْلَقَ عليها أسماءً إسلاميّة عربيّة تُوْهِم بأنّها قامت لخدمة الإسلام والمسلمين.
فحدثت
تفجيرات في
باريس، وفي
إسبانيا، وفي عدة
ولايات في
أمريكا، مثل
«بوستن» و
«كاليفورنيا»
وغيرها من مدن
و دول أوربّا،
وكان أشدّها
وأرهبها ما
حصل في
«باريس»
عاصمة
«فرنسا» الذي تَحَمَّلَتْ
مسؤوليتَه
«داعش»التي
هي أشدّ
المُنَظَّمَات
الإرهابيّة
غموضًا؛ فلم يُجْمِعِ
الرأيُ
العالميُّ
العامُّ لحدّ
اليوم على
موقف واحد
تجاهها وإنما
اختلفت الآراءُ
في شأنها؛
ولكن أصحّ
الآراء فيها
أنها
مُقَامَة بأيدي
الصهيونية
المُمَدَّة
بالصليبيّة، لاستهداف
الإسلام
والمسلمين في
عقر دارهما،
وإلحاق أضرار
بالغة بهما لم
يَمُسَّهُمَا
مثلُها بعدُ
بهذه الكميّة
والكيفيّة في
الماضي
طَوَالَ
تاريخهما.
وقد
اتخذت
«فرنسا» إثر
الحادث إجراءات
زعمت أنّها
رادعة لرجال
هذه المنظمة
الإرهابيّة
عن إعادة مثل
ما قامت به في
«باريس»
وسارعت
الأوساط
العالمية إلى
الوقوف بجانب
فرنسا، وإلى
استنكار
فَعْلَة
المنظمة، وتَلَتْه
–
الحادثَ –
أمواج
متلاطمة من
الكراهية
والسخط ضد
الإسلام
والمسلمين في
أقطار أوربّا
كلّها لم
يُشْهَدْ
مثيلُها في
الماضي، فحصلت
حوادث الهجوم
من قبل
متطرفين
غربيين على المساجد
وعلى أمكنةِ
تَجَمُّعٍ
إسلاميٍّ شتى،
واستهداف
محتجبات من
السيدات
المسلمات، وتناولهن
بالضرب
والإساءة.
وعيل
صبرُ أحد
المنتظرين
للترشيح لخوض
انتخابات
منصب الرئيس
في أمريكا من
قبل حزب
«الريفبلكن»
المدعو
بـ«دونالد
ترامف»
فتَخَطَّىٰ
كُلّ الحدود
في معاداته
للإسلام،
ونادى بفرض
الحظر الكلي
على نزوح
المسلمين إلى
أمريكا بل
دخولهم
إليها، فيما
إذا
انْتُخِبَ هو
رئيسًا
أمريكيًّا
وأتيح له أن
يَتَوَلَّىٰ
مقاليدَ
الحكم
والسلطة في
هذا البلد
الأقوى على
مستوى العالم.
وكُنَّا نظنّ
أن مناداته
هذه ستُحْسَب
من قبل الرأي
العام
الأمريكي
والأوربي
هذيانَ
مجنونٍ أو
رجلٍ مُتَطَرِّفٍ
لا يَصْلُحُ
لمماشاة
الشعوب والأقوام
في هذا العالم
المتفتح الذي
صار قرية
كونية، وصارت
الشعوبُ
بمنزلة أعضاء
أسرة واحدة يَضُمُّها
بيت واحد؛
ولكن موقف
السلطات الأمريكية
إثر إطلاقه
لهذه
المناداة
دَلَّ على أنها
تجاوبت معها –
المناداة –
وجعلت
تَضَعُها
موضعَ
التنفيذ،
وكأنها صَادَفَتْ
هوىً في
نفسها.
فحَدَثَ
منذ أسابيع أن
إمامًا
بريطانيًا اسمه
«أجمل مسرور»
كان لديه
تاشيرة
أمريكية
تجارية، وكان
يقصد
«نيويورك»
مُنِعَ من التوجّه
إلى أمريكا
قبل ركوبه
الطائرةَ
بدقائق؛ حيث
قال له مسؤول
بالسفارة
الأمريكية
لدى بريطانيا:
إن تأشيرته قد
أُلْغِيَتْ؛
ولكنه لم
يُحِطْه
علمًا بالسبب
في إلغائها.
الشيخ
أجمل مسرور (44
عامًا) الذي
كان قد خاض
الانتخابات
العامّة في
بريطانيا عام
2010م،
مُرَشَّحًا
من الحزب
الديموقراطي
الليبرالي،
كان مُتَوَجِّهًا
إلى
«نيويورك»
لإمامة صلاة
الجمعة
وإلقاء
خطبتها في
جامع منطقة
«كوئنز» وكان
من ذي قبل قد
زار أمريكا
عدة مرات، قال
محيطًا
الصحافيين:
إنه كان قد
اجتاز جميع
الإجراءات
التفتيشية
كما كان قد
تَمَّ فحصُ
حقائبه، وتَوَجَّهَ
إلى بوابة
الدخول إلى
الطائرة، وعرض
بطاقة الدخول
على
المُوَظَّف
المعنيّ من خلال
شاشة
جَوَّاله، إذ
صَادَفَه
مسؤول بالسفارة
الأمريكية،
وتَنَحَّىٰ
به جانبًا،
وهمس في أذنه
أن تأشيرته قد
أُلْغِيَتْ
وأنه لم يَعُدْ
صالحًا للسفر
إلى أمريكا.
وقبل
ما حَدَثَ
للشيخ
«مسرور»
بأيّام حَدَثَ
مثلُه مع
عائلة مسلمة
تسكن قطاع
«والتهام إستو»
بمدينة
«لندن» كانت
تَتَّجِه إلى
«دزني لندا»
حيث مُنِعَت
من ركوب
الطائرة
المُتَوَجِّهَة
إلى «لوس
إينجالس»
وقال أحد
أعضاء العائلة:
إنه كان هو
وأخوه وأسرته
المكونة من 9
أولاد
متوجهًا إلى
«لوس إنجالس»
إذ صَادَفَ
العائلةَ
مسؤولٌ بالسفارة
الأمريكيّة
لدى بريطانيا
وقال لها: إن
أحد أعضائها
لا يُسْمَح له
بالدخول إلى أمريكا،
ولم يُحِطْها
المسؤول
بالسبب في ذلك.
قال السيد
طارق محمود
رئيس العائلة:
بما أننا كنا
قد حجزنا
المقاعد
جماعيًّا
ليوم 9/يناير
2016م، فلم تتمكن
العائلة كلها
من الرحلة إلى
«لوس إنجلس».
والمُؤْسِف
أن الخطوط
الجويّة لم تَرْضَ
بإعادة قيمة
التذاكر التي
قدرها 13300 دولار
بحجة أنّ
الذنب في ذلك
لايرجع إليها
بنحوما.
وتفَجَّرَت
في الآونة
الأخيرة
موجاتٌ
متسارعةٌ من
الكراهية
البالغة ضدّ الإسلام
والمسلمين في
الغرب
الصليبي
المتعاطف
للغاية مع
الصهيونيّة
العالميّة،
وسارعت
الشعوب
والحكومات
الغربيّة إلى
اتخاذ إجراءات
شَفَّتْ عن
مخافتها
الشديدة من
الإسلام التي
عُرِفَتْ
حديثا
بـ«إسلاموفوبيا»
(Islamophobia)
وكثر فرضُ
الحظر
قانونيًّا
على الحجاب
الإسلامي،
وكثرت
الدعاياتُ
ضدّ المسلمين
عبر وسائل
الإعلام،
وتَقَوَّت
العناصر
اليمينيّة
المُتَطَرِّفة،
التي
امْتَهَنَت
العداءَ
للإسلام
واستهدافَ
المسلمين،
ففي بريطانيا
وحدها
نَشِطَت 24
مُنَظَّمَة
تتنافس في محاربة
الإسلام،
وعلى رأسها
«البريطان
فيرسط» (Britain First) التي
سارعت إلى
تأييد
«ترامف»
المذكور تأييدًا
صارخًا
وتعتقد
وتصارح أن فرض
الحظر على المسلمين
ومساجدهم هو
الأسلوب
الأفعل لمكافحة
الإرهاب.
وهذه
المُنَظَّمَةُ
كان قد
أَسَّسَها
عُنْصُرِيُّون
مُنْتَمُون
إلى الجبهة الوطنية
(National Front)
عام 2011م وتمتاز
بأنّ
نُشَطَاءَها
تقوم بمظاهرات
أمام المساجد.
وفي عام 2015م
أعلن مليون
بريطاني
متطرف تأييده
للمواد
المعادية
للإسلام عن
طريق ضغط زرّ
الموافقة على
موقع «الفيس
بوك»
للمُنَظَّمة.
وتليها
في العنف
والكراهية
ضدّ الإسلام
مُنَظَّمَة
«عصبة الدفاع
الإنجليزية» (English Defense League)
التي تقوم
بحملة واسعة
ضدَّ الشريعة
الإسلامية
كأنها تخاف أن
بريطانيا
تكاد
تُنَفِّذها
غدًا. وهي
فرعٌ
لمُنَظَّمَة
ألمانية
معادية
للإسلام
اسمها
«بيغيدا» (Pegida)
أَسَّسَ هذا
الفرعَ
للمنظمة
بـ«بريطانيا»
«ستيفين
بوكسلي لينن» (Stephen Boxley
Linen)
يقود الفرعَ
«طومي
راهلسون» (Tommy Rahilson).
وللفرع أكثر
من مائة ألف
مُعْجَب
يُؤَيِّدُونه
دائمًا عن
طريق شبكة
تواصل
اجتماعي شهيرة
«تويتر» وقد
بذل
«راهلسون»
قصارى جهده
لإثارة روح
العداء
للإسلام فيهم
وفي غيرهم، واجتهدت
«بيغيدا» أن
تُوجِد وحدةً
وتضامنًا فيما
بين
المُنَظَّمَات
المعادية
للإسلام على
مستوى
أوربّا، وقد
قامت هذه
المنَظَّمَاتُ
كلُّها
بمسيرات ضد
الإسلام في
بلادها يوم السبت:
6/فبراير 2016م =
26/ربيع الآخر
1437هـ وكان
هتافها فيها:
«أَنْقِذُوا
بلادَنا،
أَنْقِذُوا
ثقافتَنا،
أَنْقِذُوا
مُسْتَقْبَلَنا».
تقول
أحدث
الإحصائيات
أن الهجوم
ضدَّ الإسلام
في دول أوربّا
بالعموم وفي
بريطانيا
بالخصوص
تصاعد إثر
تفجيرات
«باريس» ثلاث
مرات، حتى إن
المنظمة
العاملة على
إيجاد
التفاهم بين
الديانات
والأعراق في
بريطانيا
صَرَّحت أن
المجتمع
البريطاني ذا
الأعراق
والديانات
المختلفة
سيواجه محنةً
خطيرةً خلال
الأعوام القليلة
القادمة.
وخطرُ
الكراهية ضدّ
الإسلام إنما
يَتَفَاقَمُ
في الغرب
يومًا بعد يوم
لأن الجهات
الأمنية
والإعلام في
الغرب
تُهَوِّل
المخاوف من هجمات
الإرهابيين،
مما
اعْتَبَرَ
كُلَّ مسلم
ولاسيّما
الملتزم
بالدين
إرهابيًّا. وبما
أن بعض البلاد
الغربية
تَقْتَطِنُها
الجاليات
الإسلامية
بعدد لابأس
به، وعلى رأسها
بريطانيا –
المملكة
المتحدة –
فإن «دونالد
ترامف»
السابق الذكر
خَوَّف البريطانيين
بصفة خاصّة من
الشأن
الإسلامي في المستقبل؛
حيث قال: إن
بريطانيا
تُوَاجه
مشكلةً هائلة
مُتَمَثِّلَة
في المسلمين،
وإن لندن بها
مناطقُ ذاتُ
سكّان مسلمين
يخاف حتى
الشرطةُ أن
تدخلها.
ويبدو
أنه قد
تَجَاوَبَ مع
نداء «ترامف»
الأمريكي
الماكر
المبنيّ على
الحقد الأعمى
ضدّ الإسلام
رئيسُ
الوزراء
البريطاني
«ديفود كيمرون»
الذي عَزَمَ
على تنفيذ
برنامج يقضي
بأن السيدات
المسلمات
النازحات من
شتى دول
العالم إلى
بريطانيا
اللاتي ينطقن
بغير
الإنجليزية
إذا فَشِلْنَ
في أداء
الامتحان
اللازم في اللغة
الإنجليزية،
فإنهن
سيُجْلَيْنَ
من بريطانيا
مهما كن
ساكنات بها مع
أزواجهن منذ
أمد طويل.
إن
«كيمرون»
نَفَّذَ منذ
الاثنين
18/يناير 2016م = 7/ربيع
الآخر 1437هـ
برنامجًا
يقضي بأن
السيدات اللاتي
يكن قد حصلن
على حقّ
السكنى
ببريطانيا مع
أزواجهن إذا
لم يتعلمن
الإنجليزية
خلال سنتين
ونصف، فإنهن
يجوز إجلاؤهن
من بريطانيا. وعندما
سُئِلَ:هل
ستُجْلَى السيدات
اللاتي
سَكَنَّ
بريطانيا من
أجل أزواجهن
وبها ولدن
أولادهن،
رَدَّ قائلًا:
إنّه ليس
بوسعه أن
يُعْطِيَ
ضمانًا
بإقامتهن
ببريطانيا.
وأضاف: إنه لن
يُعْطِيَ
ضمانًا
بالسماح
بالإقامة
ببريطانيا
لأولئك
السيدات اللاتي
لا يجتهدن
لإصلاح اللغة
الإنجليزية.
وقال: إن ذلك
قرار شديد؛
ولكن
الداخلين إلى
هذا البلد تعود
عليهم
المسؤوليّة
كذلك.
ويمكن
تقدير
المخاوف التي
تُسَيْطِر من
«داعش»
الإرهابية -
التي تُنْسب
إلى الإسلام
ظلمًا- على
الشرق والغرب
على السواء
بما أفادته وسائل
الإعلام
العالمي أن
أكثر من 2000 من
سكان دولة
«تاجيكستان»
يحاربون في
«سوريا»
متكاتفين مع
رجال «داعش»
مما جعل
الشرطة
التاجيكستانيّة
تستهدف
اللحية على
وجوه
المسلمين،
وقامت بحلق لحى
13 ألف رجل
مسلم، حتى لا
يَبْدُوا
«إرهابيين»
كما نَجَحَتْ
في إرضاء أكثر
من 1700 سيدة
مسلمة بخلع
حُجُبهن،
وأَغْلَقَتْ
أكثر من 160 محلًّا
تجاريًّا كان
يبيع ملابس
إسلاميّة تقليديّة،
مع العلم بأن
«تاجيكستان»
دولة إسلامية
وليست
مسيحيّة
صهيونيّة.
وذلك لكى تنجو
من التشبّه
بـ«داعش»
ورجالها
الإرهابيين
الذين يقومون
بما لا
يُقِرُّه
الإسلام
أَلْبَتَّةَ.
إن
«داعش»بمجموع
تصرفاتها
المتعارضة مع
تعاليم
الإسلام على
طول الخطّ
وعرضه أكّدت
أنها لا تمتّ
إلى الإسلام
بصلة،
ولاسيّما
لأنها لحدّ
اليوم لم تقم
باتخاذ أيّ
خطوة ضدّ
الصهيونية
والصليبية،
وإنما ظلّت
تستهدف منذ
اليوم الأوّل
المسلمين في
عقر دارهم،
وقد أفادت الأنباء
أن جرحاها من
المحاربين،
يتلقون العلاج
في داخل
الكيان
الصهيوني.
ويؤكد صدقَ
ذلك أنّها لم
تَرْمِ لحد
اليوم بأيّ
طوب –
فضلًا عن أي
حجر –
إلى دولة
الصهاينة.
وتكاد
القرائن كلها
تؤكد أنها
وليدتها –
دولة
الصهاينة – وأنها هي
التي أنشأتها
بالتواطؤ مع
الصليبيين
ليتمّ تقتيل
المسلمين
وتدمير
ديارهم بأيدي
المسلمين
المخدوعين
المغسولي
الأدمغة
المُخَدَّرِي
العقول،
ولتجد
الصهاينة
والصليبيون
حجةً صارخة
للتدخل
العسكري
السافر في
الدول
العربية
الإسلاميّة
ونهب خيراتها
وإبادة شعوبها
بشكل أقوى
وأشمل من ذي
قبل،
وللتواجد العسكري
الدائم فيها،
لتحقق
أغراضها
الاستعمارية،
وتتشفى من
تسخير
أبنائها،
وتجريدهم من
كل ما يعتزّون
به من دين
وعقيدة
وحضارة
وثقافة.
وقد
نشرت الصحف
الهندية يوم
السبت:
13/فبراير 2016م =
3/جمادى
الأولى 1437هـ أن
الاستخبارات
الأمريكية (C.
I. A.) قد
صَرَّحَ
مديرها أن
مُقَاتِلِي
«داعش» سَبَقَ
أن استخدموا
الأسلحةَ
الكيماويّةَ،
وأنه يوجد
لدينا شواهد
باستخدامها
لها. والسؤالُ
الذي يطرح
نفسَه بشدة:
من أين حصلت
«داعش» بهذه
السهولة على
كل هذه الأسلحة
الفتاكة ذات
الدمار
الشامل، وكيف
تطورت
عسكريًّا على
هذا المستوى
بهذه السرعة
المدهشة التي
قد لا تُتَاح
للدول
المتقدمة
الكبرى التي
تمتلك أحدث
أنواع مصانع
الأسلحة
وأقوى وأنضج
الخبرات في
إنتاج
الأسلحة؟. لا
يمكن أن يتأتي
ذلك لداعش
بدون أن تكون
مُمَدَّةً
بتدعيم غربي
صهيوني صليبي
كاف وعلى
المستوى المطلوب.
إن
الغرب
الصهيوني
الصليبي ظلّ
يضرب العالم العربي
والإسلامي
بحجة اقتلاع
جذور «القاعدة»
و«الطالبان»
والآن صنع
«عفريتًا ماردًا»
آخر باسم
«داعش»ليُنَفِّذَ
البقية الباقية
من خطته
لتدمير
المسلمين
وديارهم وشغلهم
عن عملهم
بدينهم.
وعندما يرى أن
هتافه بمحاربة
«الإرهاب» -
الذي إنما
يعني عنده
«الإرهاب
الإسلامي» -
يكاد يفقد
شِحْنَته،
يتسارع إلى وضع
عفاريت مهيبة
أخرى أحدًا
بعد آخر ليظلّ
يحقق نواياه
الاستعماريّة
في بلاد
الإسلام والمسلمين،
وليظلّ يخوض
حربَ
المقاومة مع
الإسلام الذي
يخافه مخافةً
أشدَّ من
مخافة الصغار
من السعالي في
الليلة
المظلمة
الموحشة.
ورغم
أنه من حين
لآخر
يُصَرِّح أنه
لايحارب الإسلامَ
وإنما يحارب
الإرهاب؛
ولكنه يؤمن –
وعن هذا
الإيمان يصدر
في جميع
تصرفاته –
بأن الإرهاب
لا يوجد إلا
مُتَمَثِّلًا
في الإرهاب
الإسلامي،
ويعتقد
اعتقادًا
جازمًا أن
الإسلام هو
الذي
يُفَرِّخ
الإرهاب
بتعليماته،
ويقوم
بالدعاية
بذلك على
مستوى العالم عبر
وسائل الإعلام
كلها حتى
تَتَجَذَّر
الكراهةُ في
قلوب الأمم
والشعوب
جميعًا ضد
الإسلام،
فتثور لمحاربته
وعزل
المسلمين
عنها في كل
مكان في العالم.
والشواهد
لما نقول
كثيرة لا
تحصى، وعلى
رأسها دولة
الكيان
الصهيوني
التي تقوم منذ
نحو 60 عامًا أو
أكثر بما
لايمكن أن
يُصَنَّفَ إلّا
ضمن «الإرهاب
الدَّوْلِي
السافر» ولكن
الغرب –
والشرق كذلك – لا
يصفه
بـ«الإرهاب»
لحد كتابة هذه
السطور، وإنما
يُسَمِّي –
ويصدر في جميع
تعاملاته عن
روح هذه
التسمية –
الفلسطينيين
المظلومين -
الذين
يُقَاوِمُون
«الإرهابَ
الصهيونيَّ
الدَّوْليَّ»
بصدور عارية أو
بأطواب
وأحجار
يرمونها إلى
الشرطة
الصهيونية-
بـ«إرهابيين»
ويدعم الدولة
الصهيونية عسكريًّا
ومادِّيًّا
لمقاومة
«الإرهاب الفلسطيني».
إن العرب
والمسلمين في
العالم والفلسطينيين
بالذات
يُجَرِّبُون
من الغرب الصهيوني
الصليبي هذا
الظلم
واللاعدل
السافر، وهذا
الكيل بمكيالين،
ويمتلؤون
سخطًا
وكراهية تجاه
المجتمع
الدُّوَلِي
الذي
يُلاَزِم
الصمتَ المْطْبِق
تجاهَ هذا
اللاعدل
الصارخ، بل
ويُؤَيِّده
من على منبر
الأمم
المتحدة
المزعومة التي
أُقِيمَتْ
أصلًا لخدمة
الدول
الغربيّة
الكبرى
والاستعمار
الصهيوني
الذي زرعته في
أرض فلسطين
العربية.
من
حين لآخر يقوم
شبابٌ
مسيحيّون
مدفوعون بروح
صليبية بهجوم
على بنات
محتجبات وعلى
مسلمين
ملتحين،
فيتناولونهم
بالضرب وربما
بالقتل؛
ولكنهم لا
يوصفون
بـ«الإرهابيين».
وتنهض دولةٌ
مسيحيةٌ
بأسرها
بقيادة
رئيسها «بوش»
وتُدَمِّر
دولتين
إسلاميتين:
أفغانستان
والعراق،
وتُمَهِّد
طريقًا
واسعًا إلى
دَمَارِ
كثيرٍ من
البلاد
العربية
الإسلامية تجري
فيها لحد الآن
حَرْبُ
دَمَار شامل،
وتقتل دونما
ذنب أكثرَ من
مليوني مسلم
بريء لاذنب لهم
إلّا أنهم
مسلمون،
وتَعْتَرِف
هي بدورها بعد
تدمير
الدولتين
أنها أخطأت في
شَنِّ الحرب عليهما،
ولكنها لم
تُصَنَّفْ
«إرهابيّة»
ولو كانت قد
صَنَعَتْ
عُشْرَ
مِعْشَار ما
صَنَعَتْه
هذه الدولةُ
المسيحيةُ
الصليبيّة دولةٌ
مسلمةٌ،
لأقام الغربُ
ضدَّها
الدنيا كلَّها،
ولَأَلَّبَتْ
العالمَ
كلَّه على الانتقاض
عليها، وشنِّ
حرب ضدّها لا
تنتهي إلّا بانتهاء
كلّ ما فيها
من الحرث
والنسل
والإنسان
والحيوان.
وعندنا
في الهند قام
جمعٌ حاشدٌ من
الهندوس المتطرفين
مدفوعين بروح
عداء متناهية
تجاه الإسلام
والمسلمين،
وَسَوَّىٰ
مسجدًا
تاريخيًّا
بالأرض في
رائعة النهار
وعلى مرأى
ومسمع من
العالم،
وأقام مكانه
معبدًا
هندوسيًّا؛ ولكنهم
–
هؤلاء
الهندوس –
لم
يُوْصَفُوا
بأنهم
«إرهابيون».
ومن وقت لآخر
ينهض شباب
هندوسي
ويغتال
مسلمين بحجة
أنهم قد ذبحوا
بقرة –
وهي إحدى
الإلاهات
عندهم –
ولكنه لا
يُصَنَّف
«إرهابيًّا»
وقد فَجَّرَ
هندوسٌ
متطرفون منذ
استقلال
الهند آلافًا من
الاضطرابات
الطائفية،
حصدوا فيها
أرواح
المسلمين
ومُمْتَلَكَاتهم؛
ولكنهم لم
يُصَنَّفُوا
بأنهم
«إرهابيّون».
وهكذا
فإن العالم –
ولا سيّما
الغرب
المتكبر الذي
عُجِنَتْ طينتُه
بالعداء
للإسلام –
يمارس أشدّ
الظلم وأشنع
اللاعدل ضدّ
الإسلام
والمسلمين؛
ولكنه ينتظر
أن يقابله
المسلمون بالعدل
والإنصاف،
وعندما
يقابله
المسلمون بطوب
مقابل حجره،
يسارع إلى
التعامل معهم
بأنهم
«إرهابيون».
إثارة
الكراهية ضد
الإسلام على
مستوى العالم
حتى يعود
المجتمع
العالمي
يَتَقَزَّز
منه هي أحد
الأسلحة التي
يعتمد عليها
الغرب المتكبر
والمتعاطفون
معه من أبناء
الشرق من
المتغربين
والوثنيين
والملحدين.
والمُحَلِّلُون
من الخبراء
بالشؤون
العالمية يتأكّدون
من أن الغرب
الصهيوني
الصليبيّ –
ولاسيما
الكيان
الصهيوني
وأمريكا التي
تقود اليوم
الغربَ كلَّه
والدولةَ
الصهيونيّةَ
كذلك –
إنما أقام
«داعش»
ليُحَقِّق
بها أهدافًا
كثيرة، وعلى
رأسها تدمير
المسلمين في
داخل ديارهم
بأيدي من
يَتَسَمَّوْن
بأسماء
إسلاميّة،
وتشويه صورة
الإسلام لدى
المجتمع
الدوليّ الذي بدأ
ينظر إلى
الإسلام بأنه
دين إرهاب
وتقتيل وتعذيب؛
لأنه ينظر
إليه اليوم من
خلال ما تصنعه
«داعش» من
الأفاعيل مع
المسلمين
الأبرياء من جزّ
الرقاب
والقتل
بالرصاص،
وإحراق
الأحياء،
وإهباط
المراد
قتلُهم من
الفوق، ومن
السطوح
المرتفعة،
وما إلى ذلك
من الأفعال
الوحشيّة
التي يرتكبها
رجالُ «داعش»
علنًا وجهارًا،
وينشرون صورَ
أفاعيلهم عبر
الشاشات.
كما
يعتمد الغرب
الصهيوني
الصليبي على
الدعاية
والإعلام في
نشر الأكاذيب
والأراجيف عن
الإسلام والمسلمين،
وتردادها عبر
وسائله –
الإعلام –
مرات لا
تُحْصَىٰ حتى
تصير حقائق
حاضرة
ومصاديق
ماثلة، ويتأكّد
المجتمع
العالمي من
صحتها ويؤمن
بحقيّتها.
الحقيقةُ
أن الخوف من
الإسلام
وسيادته وإمساكه
مُجَدَّدًا
بمجداف سفينة
الإنسانيّة،
هو الذي يجعل
الغربَ
وحليفه من الشرق،
يُحَاوِل
جاهدًا أن
يقيم سدًّا
منيعًا حوله
حتى يعود
الإسلام –
كما يظنه
الغرب –
لا يخترقه،
مهما بذل من
قوة، وأنفق من
وقت، وأعمل من
حيلة، و
وَظَّفَ من
وسيلة.
الخوف
من سيادة
الإسلام ظلُّ
يُقْلِقُ
ويُؤْلِمُ
أعداءه منذ
اليوم
الأوّل، وظلّ
يقلقهم عبر
تاريخه الطويل؛
لأن الأعداء
لم يتأمّلوا
أنّه رحمة بالإنسانية،
وبَلْسَمٌ
لجروحها،
وعلاج لكل همومها.
وقد حكى
القرآنُ
الكريم
مخافةَ أهل مكة
الشديدة
وفزعهم من سيل
الإسلام
الجارف، بتعبيره
الحكيم
البليغ، فقال:
«وَٱنطَلَقَ
ٱلْمَلَأُ
مِنْهُمْ
أَنِ ٱمْشُوا
وَٱصْبِرُوا
عَلَىٰ ءَالِهَتِكُمْ
ۖ
إِنَّ
هَٰذَا
لَشَىْءٌ
يُرَادُ
مَا
سَمِعْنَا
بِهَٰذَا فِى
ٱلْمِلَّةِ
ٱلْءَاخِرَةِ
إِنْ هَٰذَا إِلَّا
ٱخْتِلَٰقٌ
» (سورة ص/6-7).
(تحريرًا
في الساعة 11 من
صباح يوم
الاثنين: 5/جمادى
الأولى 1437هـ =
15/فبراير 2016م)
نور
عالم خليل
الأميني
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم ديوبند
، رجب 1437 هـ =
أبريل – مايو
2016م ، العدد : 7 ،
السنة : 40